للعزلة طقوس أخرى من الصمت   ..                  

تابعنا على:   21:38 2021-12-16

عطا الله شاهين

أمد/  لا أحد يفهم العزلة بكل مفاهيمها، سوى أولئك المنعزلين من هموم الحياة، أو أولئك الأدباء، اللذين يريدون كتابة شيء، لعله يغير من وضع البلد، أو أولئك، اللذين انعزلوا من هروب اضطراري بسبب حروب جعلتهم مشردين، واتخذوا العزلة كمتنفس لهم، لكن للعزلة كما لا نعرفها لها طقوس أخرى من الصمت. هناك يصمت الجميع، فالكاتب، الذي يحب العزلة يسمع صوت سيمفونيات باخ، وصوت اصابعه حين يكتب على لوحة الهاتف الخلوي، أو صوت قلم الحبر حين يكتب نصه على ورق أبيض، أما المنعزلون من الحروب يسمعون صوت المطر، وصوت الرياح في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف يسمعون تأففهم من حرّ الجوّ.

إنه  صمت غريب يسود في العزلة كطقوس لا مفر منها، أما المنعزلون من هموم الحياة لا يسمعون سوى صوتهم الداخلي الحزين، اللذي يظل يردد سؤال متى ستتحسن أحوالنا

ما أصعب العزلة، حين يخيم الصمت للمنعزلين في طقوس تشبه طقوس الكون بصمته الغريب..

كلمات دلالية

اخر الأخبار